بصــل
وهذا كثير بمصر والبصل الأبيض هو أجوده – خصوصاً المستطيل – والأحمر هو أردؤه سيما إذا استدار ولا يختص وجوده بزمن لكنه ربيعي في الأغلب .
فيه رطوبة فضلية ، يقطع الأخلاط اللزجة ويفتح السدد ويقوي الشهوتين – خصوصاً المطبوخ مع اللحم – ويذهب اليرقان
ويدر البول والحيض ويفتت الحصى، وماؤه ينقي الدماغ سعوطاً
(1) ويقطع الدمعة والحكة والجرب كحلاً – خصوصاً مع التوتياء ( 2 ) وإلا مع العسل ـ والبرص والكلف والثآليل والقروح الشعبية ( 3 ) مع الملح والبارود والعسل والسداب ( 4) مجرب
لعضة الكلب والسموم مع التين وكذا أكله لتغليظ الخلط والوباء والطاعون وفساد الهواء والماء ويعيد الشهوة إذا انقطعت مع الخل ويحمل فينزف الدم ويفتح البواسير وإذا شوي بالسمن أو سنام الجمل ليّن أورام المقعدة وأذهب الشقاق ( 5 ) والباسور والزحير مجرب وإذا دلك به البدن حسن اللون جداً وحمره وأذهب أوساخه وعصارته تنقي الأذن والسمع ويسخن ويلطف الخلط الغليظ ويصلح الأظافر لطوخاً، والسحج ( 6 ) وأكله في الصيف يصدع ويضر المحرورين مطلقاً، والإكثار منه مسبت
مهيج للقيء وإن سكنه بشم مدر يورث النسيان والرياح الغليظة وأكله مشوياً يرطب الأرحام ويزلق المعي مجرب ويصلحه
غسله بالماء والخل ونقعه في الخل ويقطع رائحته البقلة والجوز المشوي والخبز المحرق وكلما عتق كان أجود خصوصاً
لداء الثعلب فإن دلكه به مع النطرون يذهبه وينبت الشعر ..
في طب الأعشاب الحديث :
البصل كنز غنى بالفوائد الصحية وأجوده الأبيض أو الأصفر اللاذع ـ كما أيد ذلك داود الحكيم ـ ويفضل أكله نيئاً للانتفاع بأغلى فوائده الصحية وفيما يلي أبرز الفوائد الصحية للبصل :
البصل وصحة القلب والشرايين ثبت أن البصل ( النيئ خاصة يقلل من مستوى الكوليسترول الضار ويرفع من مستوى الكوليسترول النافع ( 1 ) وبذلك فهو يحمي من الإصابة وتصلب الشرايين والذبحة الصدرية كما أنه يحافظ على سيولة الدم
أي يقلل من فرصة التصاق خلايا الدم ببعضها البعض وبذلك فهو يحمي من الإصابة بجلطات الدموية .
لبصل ومرض السكر:
يحتوي البصل على مواد تعمل على خفض مستوى السكر المرتفع بالدم وبذلك فإن لأكل البصل بصفة متكررة فائدة كبيرة
لمرضى السكر .
البصل كمضاد حيوي :
ويتميز البصل كذلك بمفعول يرضي على أنواع كثيرة من البكتيريا المسببة للأمراض وكان أول من وصف البصل كمضاد للبكتيريا هو العالم الفرنسي ( لويس باستير ) وذلك في منتصف القرن الثامن عشر هذا التأثير القاتل للبكتيريا يرجع إلى الزيوت الطيارة الموجودة في العصير البصل ويقضي بصفة خاصة على البكتيريا العنقودية( staphulococci ) والتي تسبب معظم تقيحات و الإصابات الصديدية في الجسم والبكتيريا السبحية (streptococce ) والتي تسبب عادة التهاب واللوزتين كما أن لهذه الزيوت الطيارة تأثير قاتل أيضاً لمكروب الدفتيريا والسل وأمبيا الدوسنتاريا.
ـ البصل وداء الثعلب :
داء الثعلبة ( أو داء الثعلب ) هو قراع يصيب جزءاً محدداً من فروة الرأس وقد أوصى داود في تذكرته خليط من عصير البصل مع النطرون لإنبات العر وأوصى بعض أطباء العرب باستخدام خليط من البصل والملح والفلفل وبناء على دراسات الحيثة
وجد أن عصير البصل يمكن أن يساعد على إنبات الشعر وقد أشادت بذلك مدرسة ساليرن ( salerne )الفرنسية .
البصل كعلاج لنزلات البرد والسعال :
إن التأثير اللاذع للبصل النيئ يعمل على إذابة المخاط الزائد التراكم بالممرات التنفسية كما في حالات الإصابة برشح أو التهاب بشعب الهوائية مما يسهل طرده للخارج حاملاً معه بعض ميكروبات العدوى مما يعجل بالشفاء ويحسن من قدرة المريض على التنفس .
وبذلك فإن البصل يعتبر مضاداً طبيعياً ضد أنواع كثيرة من البكتيريا ، وفي الوقت نفسه يعتبر مذيباً للمخاط ، ويعتبر من أفضل الأغذية لعلاج نزلات البرد والسعال والتهاب الشعب الهوائية وكذلك الربو الشعبي.
البصل والسرطان:
تفيد الإحصاءات الحديثة من أكبر نسبة من المعمرين يوجد في الدول التي تعتمد غذائها على البصل وإن أقل نسبة إصابة بالسرطان في بلغاريا حيث يكثر المعمرون الذين يكثرون من تناول الزبادي والخضراوات الطازجة ولاسيما البصل ولذا يقول ( ستاما نوف ) الأستاذ بجامعة صوفيا إن (الفلاحين في بلغاريا سلموا من السرطان وما أعرف بلد في الدنيا يفوقنا في أكل البصل الذي نتناوله نيئاً مع الملح والفلفل والخبز الكامل والثوم واللبن الزبادي.
وصفات شعبية من البصل :
لبخة البصل :
تستخدم لبخة البصل بوضعها فوق الدمامل أو الخراريج للإسراع في فتحها واستخراج الصديد منها وتعمل اللبخة بتسخين شرائح البصل ثم ربطها بشاش فوق المكان المراد ثم لفه بقماش صوف لحفظ الحرارة مع تجديد اللبخة كل 12ساعة.
ويمكن استخدام لبخة البصل في علاج الكالو حيث تثبت الشرائح حول مكان الكالو في المساء وحتى الصباح ، وتكرر العملية إلى أن يتم نزع الكالو من القدم في حمام بالماء الساخن والصابون.
منقوع البصل:
يستعمل منقوع شرائح البصل لطرد الديدان عند أطفال وذلك بنقع شرائح البصل في قليل من الماء طوال الليل ثم يصفى في الصباح، ويشربه الطفل بعد تحليته بالعسل، ويكرر ذلك كل صباح حتى يتم التأكد من الديدان كلها .هذا ولأن البصل غنى بألياف سليولوزية عسرة الهضم ، فإنه ينصح الأشخاص ذوو الأمعاء الضعيفة بتجنب تناوله كما أنه وكما ذكر داود يولد الرياح الغليظة..
وقد يؤدي الإفراط في تناوله إلى الإصابة بالأنيميا (فقر الدم) وذلك لتأثيره على كرات الدم الحمراء وهيموجلوبين الدم.
* * * * * *