جوز بوا (جوز الطيب )
ويسمى جوز الطيب لعطريته ودخوله في الأطياب . وهو ثمرة شجرة في عظم شجرة الرمان لكنها سبطة رقيقة الأوراق والعود، وورقه جيد البسباسة أيضاً . وداخل لا عمل له إلا في الأطياب ، وحجم هذا الجوز قدر البيض إذا قشر قارب العفص () في حجمه وفيه طرق وأسارير وشعب . ومما يلي العرق قشرة ناعمة رقيقة وهو بجبال الهند وجزر آسيا وملقة ، وأجوده الحديث السالم من التآكل الهش الذي لايبلغ ثلاث سنين من يوم قطعه .
وجوز الطيب يقطع البلغم ، ويحل صلابات الكبد والطحال والاستسقاء واليرقان وعسر البول ، ويذهب البخار من الفم والمعدة ، وضربان المفاصل طلاء وشرباً ، والجرب والسبل كحلا، وإذا غلى في الدهن وقطر فتح الصمم ، أو مرخ به أذهب الصداع والرعشة والكزاز والخدر والأورام عن برد ، ودفع عن الأطراف نكاية البرد ، ويصلح النكهة إصلاحاً لا يعدله فيه إلا المركبات الكبار ، ويمنع الغثيان والقيء لشدة ما يقوى فم المعدة، والمربى منه يحفظ الغريزية ويجود الهضم . ويعدل المشايخ والمبرودين ويبطئ بالماء ، وإذا سحق بالعسل والأفسنتين نقى النمش والكلف وآ ثار الضرب.
جوز الطيب في الطب الشعبي :
شجرة جوز الطيب من أشجار دائمة الخضرة ، وتكثر في جنوب شرق آسيا ، ونظراً لحسنها : فإنه يطلق عليها ( أميرة الأشجار الآسيوية ) ..
وجوز الطيب هي ثمرة بتلك الشجرة ، عندما تكون ذهبية كثمار المشمش ، ثم تجف تدريجياً على الشجرة ، وعند تمام نضجها يتشقق الغلاف من أعلاه إلى شقين تظهر البزرة البنية يحيط بها غشاء يعرف باسم البسباسة (mace) وعند إزالة هذا الغشاء الصلب تخرج الجوزة بيضاوية الشكل وعلى سطحها أخاديد وتعاريج ... وهذه الجوزة هي المستخدمة والمعروفة باسم جوزة الطيب لرائحتها العطرية النافذة . أكد الطبيب ابن سينا في قانونه كثيرا من فوائد جوز الطيب التي ذكرها داود في تذكرته من حيث أنه يقاوم النمش ، ويقاوم احتباس البول ، ويقوي المعدة والكبد والطحال ، بالإضافة إلى فائدته في إكساب النكهة للأطعمة .
وفي الطب الشعبي الحديث يستخدم جوز الطيب كمكسب للنكهة حيث يمكن إضافته بكمية قليلة للأطعمة والحلوة والمشروبات .
كما يمكن استخدامه بكميات قليلة كمنبه للرغبة الجنسية .. إلا أن استعماله بكميات كبيرة أو لفترة طويلة يؤدي إلى تدهور القدرة الجنسية .
كما يدخل زيت جوز الطيب وهو زيت عطري يتركب أساساً من مادة مخدرة ( ميريستين) في صناعة المراهم التي تعالج الروماتيزم.
* * * * * * *
جنطيانا ( العشبة المرة )
هذا اسم يوناني مأخوذ من أسم جنطيان أحد ملوك اليونان قيل لأنه أول من عرفها وقيل كان ينتفع بها من أمراضه .
وهي أغلظ من الزراوند ، وورقها مما يلي الأرض كورق الجوز ثم يصغر مشرفاً ، ويطول الأصل نحو شبر ، ويزهر زهراً أجمر مائل إلى الزرقة ، يخلف ثمراً في غلف كالسمسم وكلما أحمر هذا النبات كان أجود .
وجنطيانا تحلل الأورام مطلقاً ، خصوصاً من الكبد والطحال ، وتجبر الكسر والوثى وضربة شرباً وضماداً ، وتدرخصوصاً الحيض وتسقط احتمالاً ، وتفتح السدد وتسكن الأوجاع، وتحمى عن القلب ، وتدفع ضرر السموم خصوصاً العقرب ، ويعظم نفعها مع السداب .
جنطيانا في طب الأعشاب الحديث :
الجنطيانا يعتبر من الأعشاب العريقة التي استخدمها قدماء المصرين والإغريق والرومان لأغراض صحية عديدة تعرف في الطب الشعبي أيضاً باسم عشبة مرة أما أبرز استخداماتها في الضوء العلم الحديث ما يلي :
ـ مساعدة الهضم :
حيث تحتوى ريزومات الجنطيانا على مادة تسمى جنتيانين
( gentianine ) تحفز على إفراز المعدي الذي يشارك في هضم الطعام لهذا الغرض تؤخذ قبل الطعام .
ـ التهاب المفاصل ( arthitis ) :
أثبتت بعض الدراسات الحديثة التي أجريت في الصين ، أن الجنطيانا تتميز بمفعول قوى مضاد للالتهابات ، لذلك فإن الأطباء الصينيين كثيراً ما يصفون الجنطيانا لمرضاهم لهذا الغرض ، ولا مانع من أن تجرب تناول الجنطيانا إذا كنت مصاباً بالتهاب في المفاصل أو حالات التهاب أخرى .
ـ صحة المرأة :
من أبرز ما اشتهرت به الجنطيانا مفعولها القوي في إدرار الحيض ، كما أكد ذلك داود وغيره من خبراء الأعشاب الأحدث منه ، وهو أيضاً ما يتفق عليه كثير من العشابين في الوقت الحالي ، وإن لم يثبت ذلك علمياً.
ولا مانع أيضاً من تجربة الجنطيانا لهذا الغرض ، ولكن يجب الحذر من تناولها عند احتمال حدوث حمل .
كيف تؤخذ الجنطيانا ؟
تؤخذ ريزومات الجنطيانا في صورة مغلي لمساعدة الهضم ، أو لعلاج التهاب المفاصل ، أو لمساعدة إدرار الحيض .. ويحضر يغلى ملعقة صغيرة من بودرة الجذور ( أي بعد طحن جذور العشب ) في كمية من الماء تعادل ثلاثة فناجين وذلك لمدة 30 دقيقة .ويؤخذ هذا المغلي بارداً ، وقبل الطعام كمساعد للهضم ، ونظراً لمرارة طعمه يمكن تحليته بعسل النحل أو السكر .
* * * * * * *
حـزنــبل
هو كف النسر ، ويقال كغ الدبة ويعرف في الكتب القديمة بالمريافلن . وهو نبات متراكم الأوراق العريضة الشبيهة بورق اللفاح لكنها مزغبة وفي وسطها قصبة مجوفة بين صفرة وحمرة ويحيط بها أوراق صغار وزهر إلى بياض وصفرة ، وترتفع فوق ذراعين ثم يتكون في رأسها جسم إسفنجي داخله رطوبة يسيرة وفي أطرافه شوك صغار .أجوده الحاد الرائحة ، اللين كالشمع الحلو الضارب إلى مرارة يسيرة .ويحل الصداع العتيق ، ويقطع النزلات وأوجاع اللهات واللثة والصدر والسعال والربو ، وضيق التنفس ، ويفيد في حالة ضعف المعدة ، والرياح الغلظة ، والقولنج والسدد ، وضعف الكبد والطحال .ويفتت الحصى شرباً مع العسل . وإن شرب بالسكنجبين لطف الأخلاط وحسن الألوان والأبدان وكساها بهجة وإشراقاً.ومع لب البطيخ يصلح الكلى ، وإذا شرب بماء الكراث أسقط البواسير من غير قطع . ومع الصبر يقطع وجع المفاصل والنسا وإن طبخ مع الذاب والثوم في الزيت حتى يتهرى كان طلاء مجرباً في النسا والفالج واللقوة والخدر والكزاز ، وإن قطر في الأذن فتحها ، وإن سحق واكتحل به قطع البياض والظفرة والسلاق وأما فعله في السموم وتهييج ألباه فأمره إجماعي خصوصاً بالشراب أكلاً وطلاء . وإن نقع في اللبن وشرب آمن من السم سنة وقيل الدهر .
في طب الأعشاب الحديث :
الحزنبل من النباتات العريقة ذات الاستخدام الواسع في الطب الشعبي القديم .
أما في الطب الشعبي الحديث فقد ثبت علمياً أن له الفوائد التالية:
ـ موقف للنزيف (علاج الجروح ) :
وجد أن الحزنبل يحتوى على العديد من المواد المنشطة لتجلط الدم مما يساعد على وقف النزيف ، مثل مادتي :
أشيليتين (achilletine) أشيلين (achilleine)، كما يحتوي كذلك على مواد مضادة للالتهابات ومكسنة للألم ، وهذا يجعله علاجاً مناسباً للجروح حيث يعمل على وقف النزيف ويحميها كذلك من التلوث بالجراثيم .كما يمكن استخدامه في علاج نزيف البواسير .
مضاد للتقلصات :
كما يحتوي الحزنبل على مادة كيماوية كالموجودة بنبات البابونج تساعد على استرخاء العضلات الملساء للجهاز الهضمي ، وبذلك فإنه يفيد كعلاج للتقلصات ( مغص البطن ) ، إلا أن البابونج يتفوق عليه في هذه الخاصية .
ـ صحة المرأة :
ونظراً لمفعول الحزنبل المضاد للتقلصات العضلات الملساء ، فإنه يمكن استخدامه كذلك كمضاد للمغص الناتج عن الدورة الشهرية حيث يعمل على استرخاء العضلات الملساء للرحم .
ـ مهدئ ومنوم ( خفيف ):
يحتوي الحزنبل على مادة كيماوية ، بنسبة بسيطة ، لها مفعول مهدئ ومنوم وهي مادة ثيوجون (thujone) ويذكر أنها مشابهة في مفعولها المهدئ لمادة الماريجوانا ، ولذلك فإن الإكثار من تناول الحزنبل قد يؤدي لضرار أو تسمم ، كما يحدث مع مادة الماريجوانا ، لكنه إذا استعمل في حدود المعدل الطبيعي ، كما سيتضح ، فإنه لا ينتظر حدوث أية أضرار.
ـ فوائد محتملة :من خلال دراسات أجريت على حيوانات التجارب ، اتضح أن الحزنبل يوفر الحماية للكبد من المواد المسممة أو المتلفة لأنسجته ، لكن ذلك لم تثبت صحته تماما ًبالنسبة للإنسان.
ومن خلال دراسة أجريت في الهند ، وجد أن الحزنبل يفيد في علاج التهاب الكبد عموماً ، ولا مانع من تجربة استعمال الحزنبل لهذا الغرض ، بعد استشارة الطبيب .
ـ كيف تستخدم الحزنبل :
يستخدم الحزنبل في علاج الجروح ، وتستخدم الأوراق والأزهار الطازجة في عمل لبخة للجرح لمساعدة وقف النزيف ومنع التلوث بصفة مؤقتة لحين تضميد الجرح .
ويستخدم كمادة أو كمساعد في عملية الهضم ، أو كمضاد للتقلصات ، ينقع ملء 1-2 ملعقة من العشب المجفف في فنجان ماء مغلي لمدة 10-15 دقيقة ، ويشرب مثل هذا الفنجان بحد أقصى ثلاثة فناجين يومياً ، ويمكن تحليته بالعسل أو الليمون للتغلب على مرارة الطعم .
* * * * * * *