قبل مئة وعشرين عاما ولدت الكاتبة البريطانية "اجاثا كريستي" وما زالت كتبها عن الجريمة والغازها الاكثر مبيعا في العالم بل ويقول القائمون على معرض اعمال اجاثا كريستي في مباني مؤسسة السينما البريطانية في لندن ان كتابا او شريطا مصورا او مواد لها علاقة بالكاتبة او اعمالها تباع في كل ثماني ثوان في مكان ما في العالم.
وقد اختارت مؤسسة السينما البريطانية الاحتفاء بالذكرى المئة والعشرين لميلاد الكاتبة بطريقة مبتكرة فقامت بنقل مقطورة من قطار "الاورينت اكسبرس " قطار الشرق السريع الى باحة مجاورة لمركز عروض السينما.
وفتحت المؤسسة بابه للمهتمين للتجول في اروقته وتلمس جدرانه الخشبية والجلوس على مقاعده الفاخرة آملة في ان تمكنهم هذه التجربة من محاكاة الحقبة التي عاشتها الكاتبة خاصة وانها كانت تستخدم القطار في ترحالها واختارت اسم القطار عنوانا لواحدة من اهم رواياتها "جريمة في قطار الشرق السريع".
وقد نقلت شركة اورينت اكسبرس مقطورة "زينا" وهو اسم محاربة اسكوتلاندية الى منطقة "ساوث بانك" في وسط لندن لانها تتميز بمعالمها الاصلية.
وقد بنيت المقطورة في عام 1929 من القرن الماضي أي خلال الفترة التي قامت اغاثا كريستي برحلاتها في القطار ونشرت عقبها روايتها الشهيرة "جريمة في قطار الشرق السريع" وقامت كبرى شركات السينما العالمية بانتاج اكثر من فيلم صور معظمها في القطار.
هيركيل بوارو المحقق البوليسي
واختارت الكاتبة اجاثا كريستي شخصية محقق بلجيكي لحل الغاز الجرائم التي حاكتها في معظم رواياتها. ويرتبط اسم هذا المحقق ويدعى هيركل بوارو بمعظم الافلام والمسلسلات التي عالجت روايات كريستي فنيا.
وبات هيركيل بوارو بشاربه المميز من اشهر الشخصيات البوليسية في ذاكرة المشاهدين في جميع انحاء العالم ما حدا بالقائمين على المعرض الى استخدام ممثل يشبه بوارو في مقطورة زينا ليكتمل المشهد في اذهانهم وليضع الحبكة الروائية للمعرض في نصابه.
وكذلك، ليعبر عن العلاقة القوية بين اعمال اجاثا كريستي وقطار الشرق السريع من حيث موضوع الرواية الشهيرة والاجواء الاجتماعية والاقتصادية التي جسدها القطار وخطت معالمها امرأة ملكت سر جذب اهتمام القراء من جميع الثقافات.
كاتبة نشرت ثمانين رواية ذكية اثبتت فيها ان القدرة على فهم الجريمة ومرتكبيها لا يعني اعجابا بها بل تعني ان عقول البشر في حالة تأهب دائم لحل الالغاز.