هل تساءلت يوماً لماذاً قد يحالف الحظ المدخنين الشرهين فلا يعانون من آثار جانبية معينة مثل سرطان الرئة؟ بينما تعاني منه أرواح مسكينة أخرى لم تدخن سيجارة واحدة طوال حياتها؟
الحقيقة هي أن التدخين ليس له أي دور سوى زيادة فرص الإصابة بسرطان الرئة، لكن هذا لا يعني أن التدخين يجعل فرص الإصابة به 100%. إذاً ما هي الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة إضافةً إلى التدخين؟ أم أنه لا يوجد علاقة بينهما؟
مسألة غامضة حقاً
يقتل سرطان الرئة أكثر من مليون شخص سنوياً وهو أكثر أنواع السرطان انتشاراً لذلك فإن الوفيات التي تحدث بسببه تفوق الوفيات التي تحدث بسبب أي نوع سرطان آخر. تثبت الإحصاءات أن 90% من حالات سرطان الرئة تصيب المدخنين هذا يعني أن شخص واحد من 10 أشخاص غير مدخنين يصاب بسرطان الرئة. لكن السؤال الحقيقي هو: كم عدد المدخنين المصابين فعلاً بسرطان الرئة؟
قد يُصاب المدخنين بالعديد من الأمراض مثل النوبات القلبية والسكتات والربو وانتفاخ الرئة، إلا أن عدد كبير منهم يصل إلى 10: 15% يصابون بسرطان الرئة. وهو ما يدفعنا لسؤال مهم: كيف يمكن للمدخنين تجنب الإصابة بسرطان الرئة؟
هناك فرصة أمام بعض المدخنين للإفلات من سرطان الرئة
يحمل لنا فريق بالوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) في ليون، بعض الإجابات عن هذه الأسئلة. فقد اكتشف هذا الفريق أن بعض المدخنين في مأمن كامل عن الإصابة بمرض سرطان الرئة. هؤلاء المدخنين يفرز جسمهم كميات كبيرة من نوع معين من أنواع البروتينات يسمى B6، وكلما زادت نسبة هذا الفيتامين كلما تمكنوا من حماية أنفسهم من المرض. يوجد فيتامين B6 في الموز والخضروات واللحم والبندق.
درس الفريق 900 حالة من حالات سرطان الرئة واكتشفوا أن عدد كبير جداً من المصابين لديهم نسبة قليلة من فيتامين B6 بشكل ملحوظ. كما لاحظ الفريق أيضاً أن نسبة الميثيونين – أحد الأحماض الأمينية – قليلة أيضاً لدى المصابين.
هل هذا يعني أن المدخنين الذين يأكلون الموز، على سبيل المثال، يمكنهم الإفلات من الإصابة بسرطان الرئة؟ يرد بول برينان على هذا السؤال قائلاً: "... لم يزل الوقت مبكراً على إصدار تصريح بأن تغيير النظام الغذائي وتناول الطعام الغني بهذا النوع من الفيتامين سوف يؤثر على فرصة الإصابة بسرطان الرئة". إلا أن الحل المؤكد أمامك دائماً، وهو أن تقلع عن التدخين.