تعهد رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، أمس، أن يتوقف عن الدخول في مشاريع جديدة في سورية «بهدف تحقيق مكاسب شخصية»، مشددا على أنه «سيتفرغ للعمل الخيري التنموي الإنساني»، وسيتنازل عن جزء من ملياراته التي يملكها «كعطاء» للمحتاجين من دون أن يحدد حجم هذا العطاء.
وتحدث مخلوف، وهو ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، في مؤتمر صحافي حاشد، أمس، عقده في مقر شركة «راماك» في المنطقة الحرة في دمشق عن اللقاء الصحافي الإشكالي الذي أجرته معه صحيفة «نيويورك تايمز»، موضحا أن الصحافي الأميركي «حرف كلامي وهي كانت دردشة وليست لقاء صحافيا»، وأضاف: «لقد تم تناول اسمي من باب قرابتي للسيد الرئيس وليس من باب حقي كمواطن سوري للعمل في مشاريع اقتصادية وطنية، ولا من باب تسخير علاقاتي مع مستثمرين آخرين لجذب استثمارات وفرص عمل للشباب السوري».
وحسب اللقاء المشار إليه، اعتبر مخلوف أن «استغلال الأحداث التي تشهدها سورية لتهديد أمنها واستقرارها سينعكس سلبا على أمن واستقرار المنطقة بما فيها إسرائيل». وكشف أنه يتبرع بجزء من ثروته للمحتاجين في سورية، وقال: «أنا قدمت جزءا من أملاكي كعطاءات وهي تقدر بالمليارات»، لكنه رفض الكشف عن رقم دقيق. وأضاف: «لقد قررت على طرح جزء مما نملك من أسهم شركة «سيرتيل» لذوي الدخل المحدود وأعلن أننا سنطرح تلك الأسهم على الاكتتاب لتغطية اكبر شريحة من السوريين وللسوريين فقط»، موضحا أنه «في ما يخص أسهم رامي مخلوف حصرا والتي تبلغ 40 في المئة من أسهم «سيرتيل» سنقوم بتخصيص أرباحها سنويا لأعمال خيرية وإنسانية وتنموية تغطي كل الشرائح المحتاجة في سورية من درعا إلى القامشلي».
وتعتبر شركة «سيرتيل» إلى جانب «إم تي أن» الشركتين المشغلتين للخليوي في سورية ويصل عدد المشتركين فيهما إلى نحو 11 مليون مشترك يتقاسمانها مناصفة تقريبا.
وقال مخلوف إن «جزءا من هذا البرنامج تم تخصيصه لرعاية أهالي كل شهداء سورية الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة».
مخلوف الذي يتهم على أنه يسيطر على معظم حركة الاقتصاد السوري الخاص، أوضح في مؤتمره الصحافي أيضا أنه و»في ما يخص المشاريع الحالية التي تعود ملكيتها لرامي مخلوف فسيتم توجيه هذه المشاريع لتكون خدماتية ولدعم الاقتصاد الوطني وإنشاء ضواحي سكنية تقدم بتكلفتها للمواطنين، عبر تأمين قروض ميسرة لهم»، موضحا أنه «يجري حاليا اتصالات مكثفة مع عدد من البنوك المعنية لتقديم هذه القروض بشروط خاصة جدا بهدف فتح المجال أمام كافة شرائح المواطنين السوريين للحصول على منزل وحتى ضمن إمكانية المواطن العادي».
وبهدف الحد من هجرة سكان الريف إلى المدينة، بين مخلوف أن «لدينا مشروعا مهما جدا بالنسبة لي شخصيا ويتمثل بتربية الأبقار واستدرار الحليب لأنه يحقق حلم الآلاف بالاستقرار في قراهم النائية في الريف السوري».
وتابع: «في ما يخص المشاريع الاستثمارية التي بدأت العمل بها السنوات الماضية فسيتم التعاطي معها في شكل يؤمن استمراريتها لأنها تؤمن فرص عمل كبيرة وتقوي الاقتصاد، أما أنا فأعلن بأني لن ادخل في مشاريع جديدة يكون لها مكاسب شخصية وسأتفرغ للعمل الخيري التنموي والإنساني».
وأضاف: «اغتنم الفرصة وادعو الزملاء من رجال الأعمال السوريين الكبار إلى التمثل بهذا التصرف لان وطننا بأمس الحاجة بهكذا تضحيات»، لكنه استدرك قائلا: «ما أقوم به ليس تضحية بل فخر وهو أمر بسيط أمام ما قدمه رجال مخلصون سابقون بذلوا أرواحهم فداء للوطن».
وإضافة إلى حصته في شركة «سيرتيل»، فإن مخلوف يشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة «شام» القابضة، ويمتلك 51 في المئة من الشركة السورية الألمانية الخاصة بالاتصالات والإلكترونيات، وباع أخيرا الأسواق الحرة التي كانت تتوزع على المعابر الحدودية السورية وفي المطارات لرجال أعمال كويتيين.
وأسس في السنوات الأخيرة جمعية البستان الخيرية التي يترأس مجلس إدارتها ويعتبر الممول الوحيد لها وأعلنت قبل الأحداث الأخيرة أنها خصصت تكاليف لإجراء أكثر من 1500 عملية قلب مفتوح وعشرات عمليات زراعة الحلزون وغيرها من العمليات المكلفة لكل من يتقدم بطلب في هذا الشأن، وهو ما يعني أنها تنفق ما يصل إلى نحو 1.5 مليار ليرة للعمل الخيري وهو مبلغ يزيد على 30 مليون دولار.