fadi-sam Admin
عدد المساهمات : 1122 نقاط : 3350 السٌّمعَة : 16 تاريخ التسجيل : 25/07/2009 العمر : 44
| | أحبك .. أحبك .. والبقية تأتي نزار قباني | |
أحبك .. أحبك .. والبقية تأتي
حديثك سجادة فارسية .. وعيناك عصفورتان دمشقيتان.. تطيران بين الجدار وبين الجدار .. وقلبي يسافر مثل الحمامة فوق مياه يديك، ويأخذ قيلولة تحت ظل السوار .. وإني أحبك .. لكن أخاف التورط فيك، أخاف التوحد فيك، أخاف التقمص فيك، فقد علمتني التجارب أن أتجنب عشق النساء وموج البحار .. أنا لاأناقش حبك .. فهو يقرر في أي يوم سيأتي ، وفي أي يوم سيذهب .. وهو يحدد وقت الحوار، وشكل الحوار .. دعيني أصب لك الشاي، أنت خرافية الحسن هذا الصباح، وصوتك نقش جميل على ثوب مراكشية وعقدك يلعب كالطفل تحت المرايا .. ويرتشف الماء من شفة المزهرية دعيني أصب لك الشاي ،هل قلت أني أحبك؟ هل قلت أني سعيد لأنك جئت .. وأن حضورك يسعد مثل حضور القصيدة ومثل حضور المراكب،والذكريات البعيدة .. دعيني أترجم بعض كلام المقاعد وهي ترحب فيك .. دعيني ،أعبر عما يدور ببال الفناجين، وهي تفكر في شفتيك .. وبال الملاعق ،والسكرية .. دعيني أضيف حرفا جديدا .. على أحرف الأبجدية .. دعيني أناقض نفسي قليلا وأ جمع في الحب بين الحضارة والبربرية .. ـ أأعجبك الشاي ؟ ـ هل ترغبين ببعض الحليب ؟ ـ وهل تكتفين ـ كما كنت دوما ـ بقطعة سكر ؟ وأماأنا أفضل وجهك من غير سكر .. أكرر للمرة الألف أني أحبك .. كيف تريديني أن أفسر مالايفسر؟ وكيف تريديني أن أقيس مساحة حزني؟ وحزني كالطفل .. يزداد في كل يوم جمالا ويكبر .. دعيني أقول بكل اللغات التي تعرفين ولا تعرفين .. أحبك أنت .. دعيني أفتش عن مفردات .. تكون بحجم حنيني إليك .. وعن كلمات .. تغطي مساحة نهديك .. بالماء والعشب ، والياسمين دعيني أفكر عنك .. وأشتاق عنك .. وأبكي وأضحك عنك .. وألغي المسافة بين الخيال وبين اليقين .. دعيني أنادي عليك ، بكل حروف النداء .. لعلي إذا ما تغرغرت باسمك، من شفتي تولدين دعيني أؤسس دولة عشق .. تكونين أنت المليكة فيها .. وأصبح فيها أناأعظم العاشقين .. دعيني أقود انقلابا .. يوطد سلطة عينيك بين الشعوب، دعيني ..أغير بالحب وجه الحضارة .. أنت الحضارة ..أنت التراث الذي يتشكل في باطن الأرض منذ ألوف السنين .. أحبك .. كيف تريدينني أن أبرهن أن حضورك في الكون، مثل حضور المياه ، ومثل حضور الشجر وأنك زهرة دوار شمس .. وبستان نخل .. وأغنية أبحرت من وتر .. دعيني أقولك بالصمت .. حين تضيق العبارة عما أعاني .. وحين يصير الكلام مؤامرة أتورط فيها وتغدو القصيدة آنية من حجر .. دعيني .. أقولك ما بين نفسي وبيني .. ومابين أهداب عيني ، وعيني .. دعيني .. أقولك بالرمز ، إن كنت لاتثقين بضوء القمر .. دعيني أقولك بالبرق ، أو برذاذ المطر .. دعيني أقدم للبحر عنوان عينيك .. إن تقبلي دعوتي للسفر .. لماذا أحبك ؟ إن السفينة في البحر،لاتتذكر كيف أحاط بها الماء .. لاتتذكر كيف أعتراها الدوار .. لماذا أحبك ؟ إن الرصاصة في اللحم لاتتسائل من أين جاءت .. وليست تقدم أي اعتذار .. لماذا أحبك لا ..تسأليني .. فليس لدي الخيار .. وليس لديك الخيار .... | |
|