fadi-sam Admin
عدد المساهمات : 1122 نقاط : 3350 السٌّمعَة : 16 تاريخ التسجيل : 25/07/2009 العمر : 44
| | مرض ثنائي القطب أو أنواع تعكر المزاج أسبابه و طرق علاجه و علاقته بالمراهقين | |
يعد الاضطراب ثنائي القطب من أنواع تعكر المزاج، وهو مرض نفسي يتسبب في إصابة الفرد بحالة من الاكتئاب تتخللها فترات من الابتهاج والضحك المستمرين، وقد يقوم المصاب في تلك الحالة ببعض التصرفات الطائشة دون وعي أو تركيز أو مبالاة بالعواقب التي قد تنتج عنها.
يصاب المراهق أحيانا بالاضطراب ثنائي القطب وقد يتطور المرض معه مع تقدمه في العمر وربما يدفعه إلى ممارسة بعض السلوكيات المدمرة، منها إدمان الكحول أو المواد المخدرة، وقد يتأثر نشاطه الذهني ومستواه الدراسي من جراء ذلك، وقد يتسبب في اضطراب علاقاته الاجتماعية والأسرية وقد يجره إلى الإقدام على الانتحار.
هل يتأثر المراهق بإصابة أحد والديه بالاضطراب ثنائي القطب؟ تزيد احتمالية الإصابة بالمرض في حالة إصابة أحد والديه به أو بأية مرض نفسي مشابه، حيث تتراوح نسبة الاحتمالية في تلك الحالة من 15 إلى 30 بالمائة، وتزداد تلك النسبة لتصل إلى 75 بالمائة في حالة إصابة الوالدين به. من هنا يتضح لنا أن الجينات الوراثية لها تأثيرها الفعال في مضاعفة احتمالية الإصابة بالمرض، فإذا أصيب أحد الأبناء بالمرض، من المحتمل جدا أن ينتقل المرض إلى شقيقه في وقت لاحق لأسباب تتعلق بتاريخ الأسرة مع تلك النوعيات من الاضطرابات النفسية. لاشك أن تأثر المراهق بسلوكيات والديه، أو أحدهما، في فترات الإصابة قد يكون سببا كافيا لظهور الأعراض نفسها عليه.
إذًا، ما هي تلك الأعراض؟ تبدو على المراهق المصاب بالمرض علامات تقلب مستمر في المزاج الشخصي وتشتت ذهني وحنقة. تشير تلك الأعراض إلى اختلال في أداء الوظائف الذهنية والبدنية الأساسية للجسم، وقد تأخذ الأعراض صورة أكثر تطورا تتلخص في الاكتئاب والفقد التام للتركيز وخلل في النشاط الجسماني. لا تختلف أعراض الإصابة بالمرض عند المراهقين منها عند الكبار، ولكنها تختلف كثيرا عن أعراض حالات الهوس التي تصيب بعض الأطفال.
ما هي حالات الاضطراب ثنائي القطب على تنوعها؟ تتنوع حالات الاضطراب ثنائي القطب عند المراهقين وتتعدد مراحله على النحو التالي: •حالة تعكر المزاج القطبي التقليدية، وتظهر على المراهق المصاب بها حالة من الهوس والانفعال والهياج تتبعها حالة من الاكتئاب الشديد، وتختلف فترات الإصابة بتلك الحالة من مراهق إلى آخر حيث تتخلل تلك الفترات بعض أوقات من الهدوء يعود فيها المراهق إلى حالته الطبيعية ويمارس حياته بصورة منتظمة. تتميز حالات الهوس بالأعراض التالية: -التهيج المفرط -التحدث بسرعة -النوم لفترات قصيرة دون الشعور بنصب أو إعياء -فرط في الرغبة الجنسية -القيام بأعمال خطرة دون مبالاة بعواقبها -توهم أشياء لا وجود لها -الهلوسة أما أعراض الاكتئاب المصاحب للمرض فتأتي أعراضه على النحو التالي: -الحزن والقنوط -البكاء -الانزواء عن الآخرين وعدم الانخراط في المجتمع -تعاقب فترات من الأرق والنوم العميق -ضعف الطاقة الجسمانية -تغيرات مفاجئة في الشهية -التفكير في الانتحار وربما الإقدام عليه
•حالة تعكر المزاج القطبي II: تتلخص تلك الحالة في الجمع ما بين حالة من الاكتئاب الشديد وحالة من الهوس أقل حدة من المصاحبة للحالة التقليدية من المرض. قد يصاب المراهق الذي يعاني من الهوس الخفيف بفرط في النشاط الذهني والبدني الذي قد يسفر عنه بعض الإبداعات. •اضطراب المزاج الدوري، أو السكلوثيميا: وهي حالة أقل ضراوة وخطورة من الحالتين السابق ذكرهما، لكن المراهق تنتابه فترات من المزاج المتقلب ما بين الهوس والاكتئاب. أكثر ما يميز تلك الحالة هبوط الحالة المعنوية للمراهق وفقده الحماسة للشروع في أية نشاطات حيوية وقيامه بمهامه بصورة آلية دون تركيز.
ما هي تداعيات الإهمال في علاج المراهق المصاب بالمرض؟ يتسبب الإهمال في علاج تلك الحالات لدى تجلي أعراضها على المراهقين في تأثر الصحة العامة للمصاب وتدهورها بصورة ملحوظة، ناهيك عن احتمالية الإقدام على الانتحار، خاصة عند الإصابة بالمرض بعد البلوغ. قد يلجأ المراهق إلى الكحوليات والمسكرات بدافع معالجة الذات من حالات الحزن والقنوط التي تنتابه دون أن يجد لها تفسيرا مبررا. ما هي أفضل وسائل العلاج المتاحة والمفضلة؟ أفضل الوسائل العلاجية المقترحة هي نوعية من الأدوية المعروفة بـ"مثبتات المزاج" الواجب استخدامها، بالإضافة إلى بعض الأدوية المعالجة للاكتئاب والمعروفة بـ"مضادات الاكتئاب"، وكذلك أملاح الليثيوم المنصوح باستخدامها في بداية فترات العلاج. أما العلاج النفسي فمن المفضل خضوع المريض لنوعيات خاصة، منها العلاج السلوكي المعرفي وعلاج التنسيق العائلي، ويجب أن يكون تحت إشراف طبيب متخصص. | |
|