أظهرت دراسة طريفة أن اسم الشخص يلعب دوراً كبيراً في ميوله الشرائية، مشيرة إلى أنه كلما كان الاسم يبدأ بحرف متأخر بالترتيب الأبجدي، كان صاحبه أكثر هوساً بالشراء بحيث يسارع إلى ابتياع كل ما يمكن أن يقع تحت يديه.
وذكرت الدراسة أن هذا الأمر قد يكون عائداً للتنظيم الاجتماعي الذي يفرضه الترتيب الأبجدي للأسماء، ويبدأ الأمر في المدارس، حيث يراعى الترتيب الأبجدي في تحديد مكان جلوس التلميذ وموقعه في الطابور الصباحي وأولويته في الحصول على الطعام من مطعم المدرسة.
وبما أن الذين يحملون أسماء تبدأ بأحرف متأخرة في الترتيب الأبجدي يحلون في نهاية الطوابير دائماً، فهم يصلون متأخرين بحيث لا يجدون الكثير من الأشياء التي يريدونها، ما يدفعهم عند الكبر إلى المسارعة لشراء كل يعجبهم دون تفكير، خشية أن يفقدونه لاحقاً.
وشرح كيرت كرلسون، أستاذ مادة الاقتصاد في جامعة جورج تاون وأحد معدي الدراسة: "يتعرض المرء لمعاملة تمييزية طوال سنوات من حياته بسبب اسمه، ولذلك عندما يحظى بفرصة لكسر هذه الحلقة فإنه يسارع لالتقاطها واستغلالها،" وفقاً للدراسة التي نقلتها مجلة "تايم" الشقيقة لـCNN عن دورية "أبحاث المستهلك."
واستندت الدراسة على مجموعة من الاختبارات، بينها توجيه رسالة إلى طلاب في الدراسات العليا عبر البريد الإلكتروني تدعوهم لحجز أماكنهم وشراء بطاقات محدودة الكمية لحضور حفل موسيقي، واتضح أن الأشخاص الذي تبدأ أسماؤهم بحروف متأخرة بالترتيب الأبجدي أجابوا خلال فترة 19 دقيقة، بينما لم يرد أصحاب الأسماء الأخرى إلا بعد 25 دقيقة.
وفي اختبار آخر، قيل لمجموعة أخرى من الطلاب إن هناك عرضاً مغرياً في أحد المتاجر على كمية محدودة من الحقائب، ولكن عليهم افتراض أنهم نسوا حافظات أموالهم في المنازل ويتوجب عليهم الذهاب إلى بيوتهم لإحضارها في رحلة تستغرق 15 دقيقة.
وفي هذا الاختبار سارع الأشخاص الذي تبدأ أسماؤهم بحروف متأخرة بالترتيب الأبجدي إلى إبداء استعدادهم للذهاب إلى المنزل وإحضار المال بسرعة، بينما كان أصحاب الأسماء الأخرى أقل تحمساً بكثير.