لماذا نرى القمر أبيضاً رغم أنه يعكس أشعة الشمس الصفراء ؟
ربما قد خطر في بالك سؤالاً : لماذا نرى القمر أبيضاً رغم أنه مجرّد عاكس لأشعة الشمس الصفراء ؟ و للإجابة على هذا التساؤل ، يجب أن نعلم بأن القمر أسودٌ مُظلم بالكليّة و أنه يستمدّ نوره من انعكاس ضوء الشمس عليه ، و يكمن السر في أعيننا لظهوره أبيضاً في كبد السماء . فالعين البشرية تحمل نوعين من الخلايا : الخلايا القضبانية (Rods) و المخروطية (Cones) .
الخلايا القضبانية لا تقوم بتمييز الألوان ، لكنها مسئولة عن الأضواء المنخفضة جداً و الألوان الأحادية كالأسود و الأبيض ، أما المخروطية فهي المسئولة عن رؤية الألوان ، و كلما ابتعد الضوء عن مجالها كلما كان تميز ذلك اللون أكثر صعوبة ..
و لأن القمر يلمع في السماء السوداء ليلاً ، فهو يكفي لأن يقوم بتشغيل الخلايا القضبانية التي تختص برؤية الألوان الأحادية ليظهر تقريباً باللون الأبيض من سطح الأرض ، فالخلايا المخروطية الخاصة برؤية الألوان لا تعمل سوى بكثافة أعلى و بُعد قريب من العين ، و لهذا لا يرى الإنسان الألوان بشكلها الطبيعي في حال بُعدها عن عينيه ..
* * *
هل يتأثر سلوك الطفل من قسوة والديه مستقبلاً ؟
أثبتت دراسة كندية حديثة أصدرها البروفيسور Françoise Maheu المتخصص بالأمراض العقلية و الأعصاب بأن قسوة الآباء و الأمهات على أبناءهم تنعكس بشكلٍ سلبي للغاية في مستقبل طفلهم ، كالانطوائية المبالغ بها و الخوف الاجتماعي و اضطرابات القلق و الرعب و الهلع من مواجهة القرارات ، و أخيراً اختلال توازنه العاطفي و تطورّه في كل العلاقات .
و أثبت الباحث أن عقاب الأب لأبنائه يورّث كل تلك المشاكل على نفسية طفله ، و أن أثار معاملته القاسية ستؤثر على سلوكيات أبنه مستقبلاً ، فقد أثبت بدراسته التي أجراها على عدّة شبّان بأن النشاط المخي بمن اضطهدوا بالقسوة يختلف تماماً عن الشباب الذين تربّوا بالنقاش و الحوار . إذ وجد خلالاً واضحاً في نشاط المخ و أعصابه لمن تعرّض للضرب المبرح في صغره مقارنةً بمن كانوا على غير ذلك ..
فالقلق هو المسبّب الأول لاضطرابات التوازن الوراثية ، و سبب لحدوث أمراض الكآبة ، و هي مسبّب أول لتذبذب الشخص في مستواه الدراسي و انحرافه إلى الشذوذ و الانتحار و العياذ بالله ..
فما أكثر عواقب الضرب فتجنبوه قدر المستطاع حفاظاً على مستقبل أبناءنا ..