ترك "بيل جيتس" مؤخراً شركة "مايكروسوفت" ولم يعد يعمل بها ولم تعد هناك أية صلة تربطه بهذه الشركة.
هذا الخبر ليس دعابة سخيفة نحملها إليكم، ولكنه واقع، إلا أن "مايكروسوفت" لا ترغب في التصريح علانية به! ربما يكون "بيل جيتس" رمزاً من رموز "مايكروسوفت" أو أحد الأساطير في مجال المعلوماتية، ولكنه لم يعد يعمل بهذه الشركة أو يتخذ أي قرارات فيما يتعلق بعملها.
من يحل بدلاً من "بيل جيتس"؟
إذا لم يعد "بيل جيتس" هو من يتولى زمام أمور هذه الشركة، فربما يصبح "ستيف بالمر" خلفاً له... وهو الرجل المتهم بتوجيه "مايكروسوفت" نحو طريق مسدود، بإدارته المركزية التي قد تغرق هذه السفينة التي طالما بذل "جيتس" جهداً في بنائها وتطويرها. وسواء كنا نحبه أو لا، فلا يمكننا إنكار عبقرية "جتيس"، الذي يعد وجهاً مثالياً للحلم الأمريكي.
ومن هذا المنطلق بالتحديد، لا يأمل أحد في أن يترك "جتيس" مؤسس "مايكروسوفت" سفينته لمصير مجهول. فبدونه، تفقد الشركة بعضاً من هالتها المنيرة، إضافة إلى أنها تواجه صعوبات كبيرة، والدليل على ذلك، النتائج التي سجلتها الشركة خلال الربع الماضي بعد مجهودات ضخمة (ويعود ذلك إلى نجاح "ويندوز 7" على وجه الخصوص).
فما الذي يشغل "بيل جيتس" في الوقت الحالي إذاً؟
لم يعد "جيتس" مشاركاً في أي نشاط من أنشطة "مايكروسوفت"، كما أنه لم يضع قدميه بهذه الشركة منذ بعض الوقت. فما الذي يشغله إذاً؟ هل سيلتحق بصفوف "جوجل" أو سيترشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية؟ لا شيء من هذا البتة، فقد أصبح "بيل جيتس" رجلاً عادياً من جديد – يصطحب أولاده إلى المدرسة ويقوم على رعايتهم كأب عادي، كما يدير مؤسسته الخيرة مع زوجته "ميلندا". ومن المؤكد أنه أصبح بعيداً عن "مايكروسوفت".
كيف هو مستقبل "مايكروسوفت" إذاً؟
.. هذا سؤال جيد جداً. أصبح يتعين على هذه الشركة، التي كانت في وقت سابق حاملة لراية الثورة الرقمية، أن تقاتل حتى تحافظ على مركزها بين شركات أخري، في عصر لم يعد الحاسوب فيه هو مركز المعلوماتية. فـ "جوجل" و"آبل" تتنافسان بلا رحمة على نصيب كل منهما في سوق التقنيات المعلوماتية. وأصبحت "مايكروسوفت" بمثابة فريسة ضعيفة تسعى الوحوش الشرسة إلى افتراسها. وهي لا تزال حتى الوقت الحالي تركز خدماتها على الحاسوب، بينما توجه منافسوها إلى تقنيات رقمية أخرى.
تواجه "مايكروسوفت" أزمتها هذه في صمت، لأن الإعلان عن هذا الأمر على الملأ سيكون بمثابة انتحار. وقد بدأت الشركة في الهبوط ببطء وبخطوات أكيدة نحو الجحيم، والوحيد القادر على إنقاذها لم يعد عاملاً بها. فنموها وأرباحها أضحت بعيدة كل البعد عما اعتادت هذه الشركة تحقيقه أبان عصرها الذهبي.
وذهبت مجلة "فرتشن Fortune" لما هو أبعد من ذلك، إذ قامت بدارسة تثبت أن "مايكروسوفت" لا يمكنها القيام بتغييرات كبيرة، إن ظل "ستيف بالمر" متولٍ لقيادتها. كما، أن مستقبلها، بدون "بالمر" أو "جيتس"، سيكون أسوأ. فهل "مايكروسوفت" على وشك الدخول إلى دوامة الغرق؟ لا يزال هذا الأمر يحتاج إلى متابعة منا...