بات موضوع مشاهدة مباريات كأس العالم القادمة مثار جدل المتابع الرياضي السوري في كل جلساته اليومية ، و مع بقاء عشرة أيام على موعد إطلاق صافرة أولى المباريات ، فإن السؤال عن "المكان" أو "الكيفية" التي سيتم عن طريقها مشاهدة كأس العالم لا يفارق ألسنة السوريين .
و فتحت الإشاعات الكثيرة التي انتشرت في الشارع الرياضي المحلي أبواب الأمل على مصراعيها أمام ذوي الدخل المحدود ، و الذين توجسوا خيراً بالوعود الرسمية و غير الرسمية ، التي ستكفل لهم متابعة معشوقتهم المستديرة بالمجان أو شبه المجان .
أما أبرز الإشاعات ، فتحدثت عن توصل التلفزيون السوري لاتفاق مع إدارة "الجزيرة الرياضية" يقضي بشراء حقوق بث مباريات كأس العالم على القنوات السورية الأرضية ، مع العلم أن مدير قنوات "الجزيرة الرياضية" "ناصر الخليفي" كان صرح في وقت سابق أن "الجزيرة الرياضية" لن تبيع حقوق بث أرضية لأية دولة عربية ، واضعاً بذلك حداً لهذه الشائعة سواء في سورية أو في أي بلد عربي آخر ، إلا أن القنوات الأرضية المصرية و الجزائرية ستعرض 20 مباراة فقط و ذلك لوجود اتفاق مسبق بينها و بين راديو و تلفزيون العرب المالك السابق لحقوق النقل.
و كانت ثاني الإشاعات التي استبشر بها الجميع خيراً ، عن طريق إعلان أطلقته إحدى شركات الاتصالات الخاصة و تم نشره في كل وسائل الإعلام ، و تتلخص فكرة هذا الإعلان بضمان مشاهدة كأس العالم عن طريق الشركة المذكورة .
و علم عكس السير من مصدر مطلع أن الإعلان ليس سوى ترويجاً لمشروع نشر شاشات عملاقة - مقدمة من الشركة - في أبرز الساحات العامة في المدن السورية ، و نفى المصدر ذاته التفسير المضخم للإعلان و الذي تحدث عن قيام هذه الشركة بشراء حقوق البث و منحها للقنوات الأرضية السورية .
و بعيداً عن الأمنيات و الإشاعات ، فإن كيفية مشاهدة المونديال في سورية تتركز في ثلاث طرق ، أولها الاشتراك بقنوات "الجزيرة الرياضية" و ثانيها "الدنكل" و الأقمار الأوروبية و فك الشيفرات ، أما الحل الأخير و الأكثر انتشاراً فهو ارتياد المقاهي و الاكتفاء بمتابعة أبرز المباريات .
و بالنظر إلى إشتراك "الجزيرة الرياضية" الناقل الرسمي لكأس العالم في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا ، فإن المتابعين اعتبروه "مقبولاً" مقارنة مع شبكة راديو و تلفزيون العرب التي استأثرت بحقوق بث بطولة كأس العالم الماضية (ألمانيا 2006).
و بالأرقام فإن تكلفة مشاهدة كأس العالم على شاشة "الجزيرة الرياضية" هي "5000" ليرة سورية لقنوات كأس العالم ، أو "8000" قيمة اشتراك سنوي بكامل قنوات "الجزيرة الرياضية" متضمنة كأس العالم ، و على الرغم من "واقعية" هذه التكاليف مقارنة بالبطولة السابقة فإن هذه الأرقام لا زالت بعيدة عن متناول شريحة محدودي الدخل و التي تعتبر الشريحة الأكبر بين المتابعين الرياضيين في سورية.
و منذ فترة ليست بالقصيرة انتشر في الأسواق الالكترونية السورية جهاز يدعى "الدنكل" و هو عبارة عن صندوق الكتروني ملحق بالـ"ريسيفر" يعمل على فك تشفير الشبكات التلفزيونية كالأوربت و الشوتايم و "الجزيرة الرياضية" إضافة إلى العديد من الشبكات العالمية المشفرة ، و تعتبر الصين المنشأ الأساسي لهذا الجهاز .
و تتراوح قيمة "الدنكل" و ملحقاته ما بين الـ "3000" و الـ"5000" ليرة سورية ، و يتم تحديث "الدنكل" - بكلفة رمزية - في فترات متقطعة عن طريق محال بيع و تصليح "الدشات" و "الريسيفرات" ، أو عن طريق المواقع المختصة على شبكة الانترنت .
و تبقى نتائج "الدنكل" غير مضمونة نظراً لإمكانية توقفه عن العمل في أي لحظة و دون سابق إنذار إلا أنه رغم ذلك يبقى أكثر تداولاً و أقل تكلفة من اشتراك القنوات الناقلة.
و يتراوح الحل الأخير ما بين تتبع ترددات القنوات الأوروبية أو التركية و فك شيفراتها عن طريق الانترنت ، أو عن طريق التوجه إلى المقاهي الشعبية التي أعدت العدة اللازمة لمواكبة العرس الكروي العالمي عن طريق الاشتراك بالقنوات الناقلة و توفير الأجواء المثالية لمشجعي المنتخبات العالمية .
و مهما تعددت الأساليب ما بين القنوات الناقلة و "الدنكل" و الإشاعات و الأمنيات ، فإنها لن تقف حائلاً بين شغف عشاق الكرة و بين البطولة العالمية المرتقبة.