يشهد نظام التعليم المدرسي في سورية البدء بتطبيق مشروع "وورد لينكس" الخاص بالمنطقة العربية بهدف فتح آفاق جديدة للطلاب من خلال استخدام الإنترنت في التعليم تحت إشراف معلميهم.
وفي هذا الإطار يتم تشجيع المجموعات في إطار ورش عمل تقوم بحل المهام المعطاة لها، أما دور المعلم الأساسي فيتمثل في توزيع المهام وإدارة جلسات النقاش لتصحيح مسارها ومساعدة الطالب في توفير مصادر المعلومات من مصادر مطبوعة وعبر الإنترنت على أن يقوموا بالبحث عن الحلول وإيجادها ومناقشتها تحت إشرافي.
وقبل تعميم النظام المدرسي الجديد الذي سينجم عن الإصلاحات الجديدة، يوجد مشروع تجريبي يشمل عشرة مدارس في كل محافظة سورية على أن تكون نموذجية في أسلوب تدريسها.
غير أن أبرز المشاكل التي تواجه تطبيق الإصلاحات الجديدة ضعف خبرات الأساتذة والطلاب في إتقان اللغة الإنجليزية والتعامل مع الكومبيوتر وعدم توفره في المدارس للجميع، ناهيك عن ضعف شبكة الإنترنت وبطئها في معظم المناطق وهناك مشكلة أخرى تتمثل أيضا في وجود معلمين ليس لديهم رغبة في تطوير أنفسهم من خلال تعلم اللغات الأجنبية والتعامل مع شبكة الإنترنت واستخدام الحاسوب.
ومن أجل تحسين قدرات المعلمين يتم إخضاعهم لدورات خاصة على مدى سنتين وعلى أساس أربع مراحل مدة كل منها 40 ساعة. بهدف تعريف المعلم بكيفية توظيف التكنولوجيا الفاعلة في دعم علميتي التعلم والتعليم. كما قامت وزارة التربية السورية بإنشاء موقع إلكتروني يوثق عمل المدرسين السوريين في مدارسهم، ويطلعهم على خبرات زملائهم والاستفادة منها في مدارسهم، كما يتم تشكيل مجموعات بريدية هدفها تبادل المعلومات بين الأساتذة حول مصادر المعلومات وتقديم المساعدات المتبادلة.
وفي ضوء الصعوبات التي تواجه طلاب المدارس في التعامل مع الوسائل التعليمية الجديدة كالحاسوب، يلجأ الطلاب إلى أخذ دروس خصوصية لدى أساتذة أو لدى مراكز كومبيوتر ومعاهد متخصصة الأمر الذي أنعش هذا السوق في سورية.
يذكرأن نظام التعليم المدرسي في سورية يتميز حتى الآن بالمركزية حيث يتلقى الطلاب نفس المقررات المدرسية بشكل يعتمد على التلقين والحفظ، الأمر الذي يضعف روح الإبداع والمبادرة لديهم، بيد أنه من المقرر أن يتغير هذا الوضع مع إدراج الإصلاحات الجديدة التي تعطي للمدارس حريات أوسع فيما يتعلق بتدريس محتويات المواد المقررة كما هو عليه الحال في دول أوروبية مثل ألمانيا.