قال وزير الاتصالات والتقانة عماد صابوني يوم الأربعاء لسيريانيوز إن "الشيء الوحيد الذي يؤدي إلى تخفيضات حقيقية بالأسعار، ورفع حقيقي بجودة الخدمة الخلوية في سورية، هو التنافس"، مشيراً إلى أنه "بدون هذا التنافس لا يوجد إي تخفيضات، وهذا ما سنقوم به خلال الفترة القادمة".
وأضاف الصابوني على هامش انعقاد اجتماع المجلس الإنتاجي، ومؤتمر مدراء فروع الاتصالات بدمشق "عملنا على إدخال المشغل الثالث من الناحية الفنية، من خلال تأمين الإطار العام الفني بعام 2008، وفي نهاية العام ذاته وبداية العام 2009، وضعنا خطة للمشغل الثالث، رفعت إلى رئاسة مجلس الوزراء، حيث تم الموافقة عليها"، مشيرا إلى أن "الوزارة تسير على هذا الأمر، والشركة الاستشارية الألمانية تقوم بالدراسات المالية المرتبطة بدخول هذا المشغل، وتقوم بدراسة وضع المشغلين الحاليين من حيث توفيق أوضاعهم مع الإطار الجديد الذي نقترحه في قانون الاتصالات، والمفروض أن يدخل المشغل الثالث لسورية خلال العام الحالي ".
ولفت وزير الاتصالات إلى أن "هناك إطارا عاما لمناقشة طريقة التعرفة للاتصالات مع الشبكات الخلوية في سورية، وهذا الإطار يقوم على وجود لجنة من التنسيق تدرس الخيارات المختلفة، وتتخذ حولها القرار الجمعي الذي تراه مناسباً"، مضيفاً أنه "وبناء على التطورات التي تجري وطلبات المشتركين، سيكون هناك عقود وتخفيضات جديدة".
وحول مسألة احتساب الثواني بعد الدقيقة الأولى لمشتركي الخلوي مسبق الدفع, قال الصابوني إن "هذه المسألة كانت مطلب من الجمهور العريض، وتطبيقها على الشكل الحالي لم يكن ما نطمح له، ولكن نعتبرها خطوة على الطريق"، مشيراً إلى أنه "في ضوء النجاح بهذه الخطة سيصار من قبل المؤسسة، والشركات إلى تطوير هذا الموضوع بأكثر من اتجاه، الأول يكون من خلال احتساب الثواني بدء من الدقيقة الأولى وليس الثانية، والاتجاه الثاني يكون تطبيق الاحتساب على مشتركي الخطوط اللاحقة الدفع، والاتجاه الثالث يكون بتخفيض الأسعار ذاتها".
وفيما يخص مكافحة المواقع الإباحية في سورية, قال وزير الاتصالات إن "الانترنت أداة فيها الغث والثمين وهناك جزء من المحتوى على الانترنت هو محتوى مسيء بأشكال مختلفة، ومنها المواقع الإباحية"، لافتاً إلى أن "هذه المشكلة تواجهها جميع دول العالم وعملية الحجب المرتبطة بتعداد هذه المواقع هي لعبة قط وفأر، لا يمكن بأي شكل من الأشكال استكمالها، فبمجرد إغلاق موقع يكون هناك عشرات المواقع المشابهة حلت مكانه".
وحول علاج هذه المشكلة, لفت وزير الاتصالات إلى أن "هناك أكثر من جانب لعلاج هذه المشكلة، الأول يكون من خلال حجب المواقع ومثل هذه المواقع محجوبة في سورية، إلا أن هناك مواقع غير معروفة الأسماء، والأهم من هذا الأمر هو جانب التوعية والثقافة الفردية".
وعن كفاءة العاملين في مؤسسة الاتصالات, قال وزير الاتصالات الصابوني إن "المشكلة اليوم مرتبطة بتحسين العاملين من ناحية مجمل المكتسبات التي يحاولون الحصول عليها، فهناك تدريب تجرى لهؤلاء العاملين فضلاً عن العمل مع وزارة التربية والتعليم العالي لرفد طلاب مكتسبين للعديد من المهارات"، مضيفاً انه "يبقى العدد والقدرة على المحافظة على هذه الكوادر هو المشكلة".
وفيما يخص استجرار الحزمة العريضة للانترنت, قال الصابوني إنه "تم استجرار المرحلة الأولى، والتي أصبحت متاحة وكافية، للاتصالات الدولية مقارنة مع عدد مشتركي الحزمة العريضة الموجودين الآن والمتوقع وضعهم بالخدمة خلال العام 2010و 2011"، مضيفاً أن "المؤسسة تعمل على وضع 80 ألف مشترك بالخدمة، ونتمنى أن يكون هذا الرقم محقق خلال العام الجاري".
ويبلغ عدد مشتركي الحزمة العريضة نحو 14 الف مشتركا في النصف الاول من العام الماضي, بحسب تقارير رسمية في الوقت الذي لا زال فيه بعض السوريين يتذمرون من بطئ سرعة الانترنت وعدم تلبيته للحاجة المتنامية للسوريين في عالم الاتصالات.
وشدد وزير الاتصالات على أنه "لا يجب أن تكون سورية مجرد زبون بشبكة الحزمة العريضة وإنما يجب على المؤسسة أن تفكر بشكل جدي بأن تكون شريك بشبكة إقليمية تقدم الحزمة العريضة".
وعن المشروع الريفي الثالث, قال صابوني إن "هذا المشروع من المشاريع الرائدة بأكثر من معنى"، منوهاً إلى أن "تنفيذ هذا المشروع جاري حالياً وهو في مراحله الأخيرة، رغم وجود بعض التقصير".
ولفت صابوني إلى أن "سورية بغض النظر عن مرتبتها في مجال الاتصالات، إلا أنها رائدة بالمقارنة مع الدول العربية في مجال الاتصالات الريفية".
والمشروع الريفي الثالث هو مشروع للاتصالات الأرضية، يشمل 4300 قرية وتجمّع سكاني في الريف السوري، كلّف دراسات طويلة، ويتوقع أن تبلغ تكلفته المادية 122 مليون يورو..
سيريانيوز