fadi-sam Admin
عدد المساهمات : 1122 نقاط : 3350 السٌّمعَة : 16 تاريخ التسجيل : 25/07/2009 العمر : 44
| | صحيفة بريطانية: أسواق تركيا والأردن تشهد إغراقاً بالقطع الأثرية السورية. | |
نقلت صحيفة الاندبندنت البريطانية عن تجار آثار قولهم إن أسواق تركيا والأردن تشهد حالياً حالة إغراق بالآثار السورية المسروقة والمعروضة للبيع، وأكدت الصحيفة أن ما بنته الدولة السورية من متاحف لتشجيع السياحة والمحافظة على القطع الأثرية الثمينة(ويقدر عددها بنحو 25 متحفاً) يتعرض للنهب والسرقة من جانب مسلحي المعارضة. فمنذ بداية الأحداث والمواقع الأثرية السورية تتعرض للتخريب والتدمير بفعل عمليات الحفر والتنقيب عن القطع الأثرية التي تقوم بها عصابات متخصصة وأحياناً كانت تضم أشخاصاً أجانب، كما أن بعض المجموعات المسلحة كانت تستهدف في عملياتها التخريبية والإرهابية بعض المراكز و المتاحف والأماكن الأثرية إما لسرقة محتوياتها أو لتخريبها، ورغم محاولات الأهالي والجهات المختصة الدفاع عن هذه الأماكن وحمايتها كجزء أساس من الحضارة السورية الموغلة في التاريخ إلا أن ذلك لم يحول دون سرقة بعض القطع الأثرية وإلحاق أضرار ببعض مواقع التنقيب والآثار المكتشفة..
هذه الأعمال الإجرامية التي ترتكب بحق شواهد الحضارة السورية مماثل تماماً لما تعرض له العراق أثناء غزوه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية عندما فقد آلاف القطع الأثرية الثمنية، وكذلك ما تتعرض له الآثار الفلسطينية منذ نحو سبعة عقود على أيدي الكيان الصهيوني، وما تعرضت له أيضاً بعض المواقع الأثرية المصرية خلال ثورة يناير الأخيرة... إن استهداف الآثار السورية ومواقعها وقطعها الثمينة النادرة يشكل عملاً عدوانياً لا يخدم سوى من لا تاريخ لهم، والراغبين بطمس الإرث الحضاري والإنساني لبعض دول المنطقة بغية نشر أفكارهم المتخلفة ومحاولة تسيد دولهم على المنطقة عبر حذف الدول الأخرى الأكثر عراقة وتقدما، ولذلك فحتى لو كان هدف بعض المخربين والمتربصين بآثارنا مادياً فإن تشجيعه وقيادته نحو هذا الفعل الشائن تبقى أسيرة مخطط إقليمي، ويمكننا أن نفهم ذلك ببساطة عندما نعلن أن الجهات المختصة ضبطت مؤخراً عصابة تحاول سرقة بعض أثارنا برفقة أجانب متخصصين بسرقة الآثار وتهريبها. قد تكون الدولة هي المعنية بالحفاظ على الإرث التاريخي والحضاري الذي يمتد للإنسان الأول الذي وجد على هذه الأرض، إنما المسؤولية تقع كذلك على موظفي الآثار والعاملين في هذا القطاع وطلابه والمهتمين به وسكان المناطق المتواجدة فيها هذه المواقع، فمثل هؤلاء المرتزقة يجب ألا نسمح لهم أن يسرق حضارة عمرها يتجاوز ثمانية آلاف عام... فما قد يكتشف في قبر جندي من جنود زنوبيا يوازي ما تضمه كل متاحف مشيخات الخليج من معروضات لا يتجاوز معظمها عصر الخيم والجمال.
| |
|