fadi-sam Admin
عدد المساهمات : 1122 نقاط : 3350 السٌّمعَة : 16 تاريخ التسجيل : 25/07/2009 العمر : 44
| | الاحتفالات الكنسية بمناسبة عيد التجلي | |
عيد التجلي : قصة التجلي بحسب بشارة القديس متّى 1:17-9
1 وبَعدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ، أَخذَ يَسوعُ بُطرسَ، ويَعقوبَ ويوَحنَّا أَخاهُ، وصَعِدَ بهم الى جَبلٍ عالٍ، على حِدَةٍ، 2 وتَجلَّى أَمامَهم، فأَضاءَ وجهُهُ كالشَّمسِ، وصارَتْ ثِيابُهُ بَيْضاء كالنُّور. 3 وإِذا موسى وَإِيليَّا قد ظَهرا لَهم، يُخاطِبانِه. 4 فَأَجابَ بُطْرسُ، وقالَ ليَسوع: "يا رَبُّ، إِنَّهُ لَحسَنٌ أَنْ نَكونَ ههُنا؛ إِنْ تَشَأْ أَصْنَعْ ههُنا ثَلاثَ مَظَال: لكَ واحِدةً، ولِمُوسى واحِدةً، ولإِيليَّا واحِدة". 5 وفيما هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذا غَمامَةٌ نَيِّرةٌ قد ظَلَّلَتْهم، وإِذا صَوْتٌ منَ الغَمامَةِ يَقول: "هذا هوَ ابْني الحبيبُ، الذي بهِ سُرِرْت؛ فاسْمعوا لَه". 6 فَلَمَّا سَمِعَ التَّلاميذُ سَقَطوا على أَوْجُهِهم، وَخافُوا جِدًّا. 7 وتَقَدَّمَ يَسوعُ ولَمَسَهم، قائِلاً: "إِنْهَضوا، ولا تَخافُوا". 8 فَرفَعوا أَعيُنَهم فَلم يُبْصِروا إِلاَّ يَسوعَ وَحْدَه. 9 وفيما هم نازِلونَ مِنَ الجَبَلِ أَوْصاهم يَسوعُ، قائِلاً: "لا تُخْبروا أَحدًا بالرُّؤْيا حَتَّى يَقومَ ابْنُ البَشرِ من بَيْنِ الأَموات".
بالعودة للمقطع الإنجيلي لحادثة التجلي نلاحظ أنه يحدثنا عن النور الغير المخلوق الذي يصدر من المسيح فينير كل من حوله، وعن “سحابة نيّرة” التي هي علامة في الكتاب المقدس لظهور الله، وصوت يُسمع من وسط هذه السحابة يقول: “وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا” (متى5:17)، بالإضافة لأن الأنبياء الكبار أي موسى وإيليا الذين ظهروا داخل هذه السحابة كشفوا لنا أن المسيح هو سيد الأحياء والأموات وليس نبي مثلهم وليس شخص معادي لله كما حاول اليهود إظهاره حيث تكلّموا معه عن “خروجه” (لو31:9) الذي سيتم في أورشليم، ولن ننسى التلاميذ الذين سقطوا على وجههم غير قادرين على تحمّل نور المسيح الإله، كل هذه الأمور توضح وبشكل جلي الطبيعة الإلهية للمسيح. تلك الطبيعة الإلهية المخفية بإرادته وراء الطبيعة البشرية، والتي يكشفها للذين يطلبونه بقلب نقي. اختار يسوع ثلاثةً من تلاميذه، وهم بطرس ويعقوب ويوحنَّا أخوه، وارتقى معهم جبلاً عالياً وتجلّى أمامهم. هذه هي المرّة الثانية التي يقع فيها اختياره على هؤلاء الثلاثة. فقد اختارهم للمرّة الأولى ليكونوا معه عندما دخل الغرفة التي سُجِّيَت فيها الفتاة الصغيرة الميتة ابنة يائير رئيس المجمع. أمّا الجبل الذي ارتقاه فنجهله. فقد يكون جبل حرمون (جبل الشيخ)، وعلوّه 3000 متر ، وقد يكون جبل طابور في فلسطين، وعلوّه 920 متراً. تجلّى يسوع على رأس الجبل فيما كان يصلّي، وهو على بعد بضعة أمتار من التلاميذ. فأضاء وجهه كالشمس وتلألأت ثيابه كالنور. فأبصر التلاميذُ جمال وجه يسوع الفائق، وشاهدوا النور المُنبعث منه. لقد رأى التلاميذ مجدَ إنسانيّة يسوع. وبتعبيرٍ أدَقّ، سمحَ يسوع لتلاميذه الثلاثة بأن يَرَوا، لمدّةٍ محدودَةٍ من الزمن، ما كانت إنسانيّته تتمتّع به من مجدٍ سماويّ لا شكَّ في أنّ يسوع إنسانٌ مثلنا، ولكنّه إلهٌ أيضاً. فكان من الطبيعي أن ينعكس جمال ألوهيّته على إنسانيّته، ويَشعَّ جسده نوراً باستمرار، وهو يمشي بين الناس ويعيش معهم. ولكنّ يسوع أخفى نور إنسانيّته عليهم ليتمكّن من الاختلاط بهم، وخصوصاً ليستطيع أن يتألّم ويُصلب ويموت لأجلِ خلاصهم. فاكتفى بأن يُظهِرَ هذا النور مرّةً واحدة لتلاميذه الثلاثة وحدَهم، وهو منفردٌ معهم على جبلٍ عالٍ لكي لا تُبصِرَهُ عيون البشر. رأى التلاميذ الثلاثة موسى وإيليّا وسمعوهما يخاطبان يسوع. كان موسى النَّبي المشترعَ الأعظم لبني إسرائيل، وكان إيليّا أكثرَ الأنبياء عندهم شعبيّةً. لقد حضرا في ذلك الوقت ليشتركا في مجد يسوع سيّد الشريعة وكمال النبوءات، ووقفا إلى يمينه وإلى يساره، فانعكس مجده عليهما وغمرهما بنوره وبهائه. فكل عام و أنتم بألف خير
| |
|