fadi-sam Admin
عدد المساهمات : 1122 نقاط : 3350 السٌّمعَة : 16 تاريخ التسجيل : 25/07/2009 العمر : 44
| | تحليل عسكري ـ تقني للضربة التكنولوجية الموجعة التي سددتها إيران لواشطن | |
إسقاط طائرة ” آر كيو 170″ يحقق لإيران ثلاثة انتصارات تكنولوجية يمكنها الاستفادة منها حتى على صعيد أنظمة دفاعها الجوي. أعلنت السلطات الإيرانية يوم أمس عن إسقاطها طائرة تجسس أميركية من دون طيار شرقي البلاد، وأكدت أنها من نوع RQ170 . وإذا ما تأكد هذا الخبر ، وهو على الأرجح مؤكد لأن واشنطن لم تنفه، تكون إيران قد حققت نصرا تكنولوجيا غير مسبوق على التقانة العسكرية الجوية الأميركية فائقة التطور ، ستكون له تداعيات تقنية في غاية الأهمية بالنسبة لإيران وغاية الخطورة على الولايات المتحدة وإسرائيل. الحكومة الإيرانية أشارت في حيثيات العملية إلى أن وحدة المنظومة الإلكترونية التابعة لـ”الحرس الثوري” نجحت في اختراق الترددات الإلكترونية التي تسيطر علی الطائرة الأميركية، بعدما رصدتها القوات الإيرانية، وتمكنت من السيطرة عليها، قبل ان تسقطها المضادات الأرضية التي تعاملت معها في شكل يتيح الاستفادة منها ومن معلوماتها . ويستخدم الجيش الأميركي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) هذا الطراز من الطائرات في افغانستان، لجمع المعلومات عن إيران وباكستان، ولشنّ هجمات في اليمن وأفغانستان ومنطقة القبائل الباكستانية. وقد اعترفت الإدارة الأميركية أن الطائرة استخدمت لتعقب “أسامة بن لادن” ولتقديم الدعم المعلوماتي للقوات الخاصة الأميركية التي تمكنت من اغتياله في منزله في الباكستان. هذه الطائرة ، كما تقتضي الإشارة ، تعتبر واحدة من أسرار الصناعات الدفاعية الأميركية التي تنفذها شركة ” لوكهيد مارتن” ودرة تاج الصناعات الجوية الأميركية، وتعول عليها واشنطن الكثير في عملياتها الخاصة وفي جمع المعلومات ، بالنظر لامتلاكها نظام تخفّ بالغ التعقيد شبيها بنظام الطائرة المقاتلة ” ستيليث” (الشبح) يتيح لها تجنب أجهزة الرادار والرصد . وقد صممت لتكون شبيهة بطائرة”ستيليث” لكن دون طيار. هذا فضلا عن قدرتها على القيام بالعديد من العمليات الحربية التي تنفذها الطائرات الحربية ” المأهولة” . وتخطط واشطن لتكون هذه الطائرة أساسا لجيل من الطائرات الذي يجمع بين خصاص الطائرات المقاتلة ـ القاذفة وخصائص طائرات الاستطلاع من دون طيار. ورغم أنها وضعت في الخدمة منذ العام 2007 ، وأخضعت للاختبار فوق كوريا الشمالية من أجل مراقبة برامجها النووية والصاروخية،فإن المعلومات المتوافرة عنها لا تزال شحيحة جدا ، حتى أن الصور المتوفرة لها بالغة الندرة و غير واضحة ، بالنظر لالتقاطها خلسة بوسائل ووضعيات تصوير “غير قانونية” وغير نظامية. وما هو معلوم عنها حتى الآن هو قدرتها على التحليق على ارتفاع 50 ألف قدم ( حوالي 17 كم) ، وجمعها بين نظامين من التتبع الراداري : نظام القبة الرادارية Radome ونظام هوائيات الاستشعار. الأول يقوم بعمليات المسح الخاصة بالأهداف ، والثاني يعمل على التقاط واختراق مختلف أشكال الاتصالات ، بما فيها الهواتف النقالة والبرامج الإذاعية والتلفزيونية! وإذا ما صح ما قالته إيران بشأن الطريقة التي استخدمتها في إسقاطها ، فهذا يعني أنها حققت ثلاثة انتصارات تكنولوجية في آن معا على التقانة الأميركية:
1ـ التمكن من اكتشاف الطائرة راداريا ، وهي المصممة أصلا كي لا يكشفها الرادار. وهذا يعني أن إيران حققت تقدما كبيرا في مجال صناعة الرادارات ، بحيث أنها أصبحت قادرة حتى على تزويد منظوماتها الصاروخية أرض ـ جو بأنظمة كشف وتتبع تتيح لها التصدي لأي هجوم جوي محتمل ، بما في ذلك هجمات نشنها طائرات ” ستيليث”و ” إف 35″ التي لم يتسلم الجيش الأميركي إلا عددا قليلا منها حتى الآن ، ولو أن وزير الدفاع ليون بانيتا كان أعلن مؤخرا أن إسرائيل ستحصل على هذه الطائرة!
2ـ التمكن من اختراق أنظمة الملاحة العسكرية الأميركية التابعة لعمليات المنطقة الوسطى . ومن المعلوم أن الطائرة يجري التحكم بها من غرفة ملاحة أرضية توجه الطائرة وتعطيها التوجيهات الإلكترونية سواء لجهة ما يتصل بالطيران أو تنفيذ المهمات المطلوبة. وإخراج الطائرة عن نطاق سيطرة غرفة العمليات الأرضية لا يمكن أن يحصل إلا من خلال اختراق إيران لأنظمة التشفير والموجات التي تستخدمها هذه الغرفة للتحكم بالطائرة! ( تذكر هذه العملية بالطريقة التي دخل بها حزب الله على نظام التشفير الخاص بطائرة أستطلاع إسرائيلية ومعرفته النقطة الجغرافبة التي كانت تصورها وتبثها إلأى إسرائيل. وهو ما مكنه من إحباط عملية الإنزال الإسرائيلية في “أنصارية” من خلال نصب كمين محكم في المنطقة وإبادة جميع عناصر الكوماندوز).
3ـ التمكن من الوصول إلى أسرار الطائرة ، ومعرفة أنظمة عملها ، سواء الملاحية منها أو تلك المتعلقة بالمسح الراداري و الاستشعاري ، وبالتالي الاستفادة من تقنيتها في الصناعات الدفاعية الإيرانية ، فضلا عن تزويد الحلفاء (سوريا ، حزب الله) بهذه المعلومات التي من شأنها أن تساعدهما على مواجهة تقنيات سلاح الجو الإسرائيلي.
هذا فضلا عن الانتصار المعنوي الذي تمثله العملية بحد ذاتها | |
|