تعطي مثالية أفلاطون الأولوية للفكر عن المادة ويعتبر أن الحقيقة روحية أكثر منها مادية، فالعلوم الإنسانية أي الثقافة و الفن و الأخلاق والدين تؤدي إلى الحقيقة، ومن تم يتعين الاهتمام بالقيم الروحية والمثل العليا وتعتبر بذلك حقائق مثالية، أما العالم المادي فهو عالم الأشياء الفانية ووظيفة الروح هي المعرفة الحقة التي يصل إليها الإنسان عن طريق التأمل النظري.
وبذلك فغرض التربية عند أفلاطون هو أن تساعد كل فرد على تحقيق ذاتيته ، والمربي هو الكفيل بذلك بإرشاده الطفل إلى الحقيقة والأخذ بيده إلى أرقى درجات الكمال المنشود ، والتربية على هذا النحو يجب أن تستند إلى مجالات المعرفة في الميادين العقلية و الخلقية والدينية والجمالية والبدنية. فالفرد لا يستطيع أن يصل إلى كمال الذات إلا في وسط اجتماعي بما فيه من القيم الثقافية. فالتربية يجب إذن أن تؤسس على الدين والأخلاق والمعقولات لبناء شخصية متزنة متكاملة .